..قصتي

 بدأت زي قصص كتير من السيدات… كنت زوجة بتحلم ببيت مليان حب واستقرار

كنت أعيش حياة تبدو من الخارج مثالية.. تخرجت من الجامعة، والتحقت بشركة استثمار كبيرة، وحققت نجاحًا سريعًا. كنت متميزة في عملي، ومرتبي كان أضعاف من هم في سني.
لكن ، تركت كل شيء — عملي، طموحي،  — لأبدأ "مشروع حياتي" الزواج " دخلته من باب الحب والنية الطيبة…صورة البيت والزوج المحب والاولاد ضحيت بالكثير من أجل تحقيق هذه الصوره . لم  أشعر ابدا أنني أتنازل، بل كنت أعتقد أنني أبني شيئًا يستحق .. لكن بعد فتره ، بدأت المشاكل تتراكم، صراعات لا تنتهي، محاولات للإصلاح تفشل في كل مرة..ومع كل مره ارجع احاول من جديد، اتنازل، اصبر علي امل الامور تتصلح ..وكنت دائماً أشعر بشيء كبير ينقصني و لا أعرف ما هو.. اصبحت اعيش مثل الأله جسد بلا روح 

وفي مرحلة من حياتي تعرضت لصدمة كبيرة في علاقتي كانت بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير..اصريت علي الانفصال… كان قرار قاسي ومخيف لكنه وقتها كان طوق النجاه الوحيد بالنسبالي للهروب من الالم .. وحين تم الانفصال، لم أجد الراحة التي توقعتها، بل وجدت نفسي وجهاً لوجه مع أكثر شخص كنت أهرب منه "نفسي" وفي قمة انكساري، سمعت جملة واحدة غيّرت كل شيء"محدش طلب منك تعملي حاجة" ضربتني الجملة في العمق مش بس لأنها أنكرت كل تضحياتي، لكن لأنها كشفت لي حقيقة عمري ما شفتها قبل كده

وفي لحظه صدق مع نفسي شاهدت شريط حياتي من بدايته، بدأت لأول مره أسمع صوت داخلي بوضوح 
فهمت إن علاقتنا بالآخر تبدأ بعلاقتنا بأنفسنا.ومن وقتها اتغيرت نظرتي، اتغير أسلوبي، واتغيرت اختياراتي وبدأت رحلتي الحقيقية .. رحلة وعي بذاتي

ومن هذه الصحوة، بدأت أتعلم، أقرأ، أتعمق، أتشافى، وأسير في رحلة العودة لنفسي.طريق اكتسبت من خلاله معارف باطنية كثيرة وفهمت الحكمة وراء مطبات حياتي.. تعلمت ان معرفة من انا هو المفتاح لتخطي الصعوبات وتطوير حياتي وعلاقاتي وإيجاد رسالتي في الحياة.. أدركت أني كنت أعيش مبرمجة بالمخاوف والأفكار القديمة المكتسبه من الطفولة والمراهقه … أفكار كنت أظنها حقائق، لكنها كانت أساس معاناتي

تعلمت أن الحب، الأمان، والاحترام لا يأتي من الخارج، بل يبدأ من داخلي وان كل ما كنت أبحث عنه في الخارج كنت أحمله في قلبي… لكني فقط كنت بعيدة عني

طريق وجدت فيه روحي وبعد لقائي الثاني بها اكتشفت انها كانت الشئ الكبير الذي كان ينقصني ودائمه البحث عنه بلا وعي مني ..أخيرا احسست بالسكينة والراحة، بالحب،بالثقه والأمان 

 ولأني أؤمن بأن ما نمر به من ألم ليس عبثًا .. وجدت من واجبي ان أشارك هذه المعارف مع كل سيده تواجه صعوبات في حياتها وعلاقاتها وتقف في نفس المكان الذي كنت اقف فيه يوما ما